سوريا وعصر المعلومات

يعد مركز المعلومات مخزن الكلمة بأنواعها و أشكالها, فقبل التوثيق, كانت هناك الكلمة وبدون الكلمة المفيدة المثمرة لا يوجد توثيق ,وقد كانت الكلمة منذ الأزل وسيلة التفاهم وهي أولى اكتشافات البشرية قاطبة , ولن يستطيع أي مجتمع من المجتمعات أن يحدث تطويرا" اجتماعيا" وثقافيا" وسياسيا", دون حاجة للكلمة, أو دون الاهتمام بها وتطويرها , ولن يتوسع نشاطه ما لم يتمكن من الاستفادة من الكلمة المكتوبة والكلمة المسموعة والكلمة المرئية.

ولن يكون بمقدور أية حضارة إنسانية , أن تستغني عن التوثيق لأنها لن تستغني عن المعلومات سواء في البناء الاقتصادي , أم السياسي, أم العسكري , لأنه لا تنمية دون تخطيط , ولا تخطيط دون إحصاء , ولا إحصاء دون معلومات, ولا معلومات دون توثيق , ومن هذا المنطلق فإن التوثيق أساس مراحل العمل الجاد , وفي مقدمتها ميادين العمل التنموي على الإطلاق.

وقد أصبحت هموم التوثيق اليوم مقياسا" حضاريا" لتطور وتقدم الأمم, كما أصيح العقل العلمي يتجه إلى موروث الأمة من المعرفة والعلوم لمعرفة ركائز حاضرها , و وقائع تطورها وصلتها من عدمها بماضيها ونوع هذا الماضي وموقعه من تاريخ البشرية.

وهذا ما تؤكده توجيهات القائد المعلم حافظ الأسد , الذي أكد مرارا" وتكرارا" على ضرورة تطبيق البحث العلمي , ولإمساك بناصية العلم والتكنولوجيا في كل مجال من مجا لات حياتنا:

((يجب أن يكون البحث العلمي في طليعة الأولويات ولا بد أن ندرك الاستخفاف والتقصير هنا أمر جسيم وخطير.والبحث العلمي يهم كل مجال من مجالات حياتنا دون استثناء )).