لنكمل ما بدأنا به ... اخواني
خرج يوسف الشيخ من أرض فلسطين كأمر الملاك ، وخرجت معه السيدة العذراء القديسة مريم راكبة على حماراً وتحمل على ذراعيها الرب يسوع
وقد أجمعت كل التقاليد الشرقية والغربية على أن مريم العذراء ركبت حماراً ، وسار يوسف جانب الحمار ممسكاً بمقوده حسب المتبع عادة في المشرق
ليست رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر بالأمر الهين ، بل أنها رحلة شاقة مليئة بالآلام والأتعاب
لقد سارت السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع ومعها يوسف البار ، عبر برية قاسية عابرة الصحاري والهضاب والوديان متنقلة من مكان إلى مكان ، وكانت هناك مخاطر كثيرة تجابهها فهناك الوحوش الضارية التي كانت تهدد حياتهم في البراري وفي الرحيل عبر الصحراء ، حيث كانت عادة المسافرين أن يسافروا جماعات لأنه بدون حماية قافلة منظمة يكون أمل النجاة ضعيفاً
أما العمود الذي عند تخمها فهو كرسي مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية ، فهو العمود الذي وقف صامداً في الإسكندرية على تخم مصر الشمالي وأساس كنيستها الرسولية ، وكانت زيارة السيد المسيح لمصر هي التمهيد الحقيقي لمجيء مار مرقس الرسول إلى مصر وتأسيس كنيسة الإسكندرية ، وسرى التدين إلى كل الناس فأصبح شعب مصر متديناً روحانياً يعرف الله حق المعرفة ويعبده حق العبادة حتى كملت النبوة . "فيعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب … ويقدمون ذبيحة وتقدمة
ثم هناك تهديد القبائل التي تتجول في البراري ، وقلق السيدة العذراء على الطفل يسوع وهو يتعرض للشمس المحرقة وبرد الليل ولكل تقلبات الجو ، فضلاً خشية نفاذ الطعام والماء
وحسب المصادر التاريخية القبطية وأهمها ميمر البابا ثيئوفيلس (23) من باباوات الإسكندرية (384 - 412 م) ، كانت هناك ثلاثة طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمان ، ولكن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى مصر لم تسلك أي من الطرق الثلاثة المعروفة ، لكنها سلكت طريقاً آخر خاصاً بها . وهذا بديهي لأنها هاربة من شر الملك هيرودس فلجأت إلى طريق غير الطرق المعروفة ، قادها الرب وملاكه فيه وهذا الطريق هو الذي ذكره السنكسار القبطي أخذاً عن رؤيا البابا ثيئوفليس التي سجلها في ميمره المعروف
يتــــــــــــــــــــــــبع ...